الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير
دع عنك مبادئ الخوارزمي ونظريات فيثاغورس ومعادلات أرخميدس وغيرهم ونحها جانبا ، فكلها مجتمعة لا تحل أو تفسّر هذه المعضلة الرياضية وأحسبها فقط بمصفوفة الأنصار .
فالأرقام مهما تكاثرت أعدادها قلت قيمتها تحاول أن تكسر الواقع وتنطلق من ضمير وإرادة الشعوب ، ف 57 دولة عربية وإسلامية كبرى وغنية اجتمعت في الرياض عاصمة التآمر العربي والإسلامي فعلا الضجيج والبقبقة ، غثاء كغثاء السيل ، كان فعلها في ميزان العمل كلها صفر .
دول عربية مجموع سكانها يناهز النصف مليار ، ودول إسلامية عظمى يشكلون مجتمعين قرابة المليار ونصف ، يعني حوالي ربع سكان العالم أجمع لا ينفصون عن ذلك الا قليلا إذا صدقت الإحصائيات فهم بالضبط 22,7% من مليارات الأرض الستة ، كلهم فيما يتعلق بالموقف من العدوان في غزة في كفة واليمن في كفة فتعدل كفة اليمن !
اليمن البلد الصغير المكلوم الذي مزقه العدوان الخارجي والحروب ، المدمر الفقير المحاصر المجوّع الذي يفتك به البلاء والوباء والغلاء ويهدده شبح التمزيق والتشظي – لا سمح الله – هذا البلد ضرب بما يملك ووفق امكانياته الضئيلة المتاحة أجمل وأبلغ واشجع الأمثلة في نصرة فلسطين ، أذهلت كل مراقب وكل منصف ألقى السمع وهو شهيد ، وشكّل لوحده – حتى الآن – رقماً كبيراً صحيحاً وباقي ال (57) دولة عربية وإسلامية كبيرة وغنية ليسوا سوى أصفاراً لعينه على يمينه .
وخلي بالك هذا جزء من اليمن فقط وليس كله ، أما باقيه فهو ما يزال مختطف ومغيّب في غيابة الاحتلال والقهر والتغييب . جزء فقط من اليمن بطليعته السياسية الشجاعة وقيادته الملهمة هو من اجترح هذه المعجزة , وكسر قاعدة الخوف والترهيب التي بُنيت في أذهان العرب والمسلمين قبل أوطانهم ، منذ قرابة الثمانية عقود من الهزيمة والخضوع للكيان اللقيط المزروع في قلب هذا العالم العربي والإسلامي المسلوب الإرادة .
هذا هو اليمن نفسه هو الذي اجتمعت نصف هذه السوبر سوبر ترويكا المجتمع في الرياض على حربه والعدوان عليه بدون أي مسوّغ معقول وبمبررات واهية ، وأجتمع النص الآخر على تغطية المعتدين ودعمهم وتبرير عدوانهم ، وما أسرع ما كانت تأتي بيانات (جامعتهم العربية) و(مؤتمرهم الإسلامي) بصورة ليست طارئة بل فورية وعاجلة لتدين وتشجب بأقبح وأوقح العبارات كلما حاول هذا البلد المعتدى عليه أن يدافع عن نفسه بأبسط الوسائل المتاحة .
باختصار وبكل أسف ومرارة لقد حاول هؤلاء ال (57) دولة عربية وإسلامية المجتمعون في الرياض تحت السقف الأمريكي والفيتو الصهيوني ، حاولوا عبثاً طوال العشرية السوداء المنصرمة أن يقتلوا اليمن ويأدوا ثورته التحررية استشعاراً منهم بخطر شعاراتها عليهم وتنفيذاً لرغبة الامريكان والصهاينة ، فأنبعث المارد اليمني من تحت أكوام الدمار والرماد والركام ووجه لهم صفعة قاتلة ، لقد حرقهم معنوياً بمبادرته الرائدة وغير المسبوقة لنصرة غزة واستهداف إسرائيل ، وقتلهم حرجاً وخزياً وعارا ..
فكيف لمثل هؤلاء أن يغيثوا اليوم مظلوماً في غزة وأن ينتصروا لقضيته ؟؟ كيف ؟؟ ومن الأحمق الغبي الذي ينتظر منهم فعلاً كهذا ؟؟ ،،
:
العنوان : 57*1 لا يساوي 1