الأحقاف نيوز / خاص
بقلم : محمد باذيب ✒️
في ٢٦ مارس ٢٠١٥م تحركت جيوش عربية عرمرمية كبرى بقيادة السعودية ضد اليمن ارضا وانسانا بحجة اعادة اليمن الى ما اسموه ( الحضن العربي) مجيشين آلاف الطائرات الحربية بجميع طرازاتها الحديثة ومئات الآلاف من الصواريخ ذات الاحجام المتفاوتة واضعافها من القنابل معظمها محرم دوليا والاف المعدات العسكرية من دبابات ومدفعية وتم حشد جيوش ومرتزقة من اكثر من عشر دول عربية، فرأى الجميع ان هذا التحرك مؤشر ايجابي للتوحد العربي حتى وان كانت البداية ضد دولة عربية حيث سنراها مستقبلا تتحرك الى فلسطين اذا ما استدعى الامر ذلك خاصة وهناك أكثر نصف ترليون دولار كميزانية رصدت لهذا الجيش العظيم، ورغم تواجد امريكا وبريطانيا وفرنسا ضمن هذا الجيش الا ان الكثير ايضا استمر متفائلا من منطلق ان معظم البدايات تكون صعبة وفيها كثير من الاخطاء كممارسات وتوجهات ، فأنتظرنا في اليمن ان نرى الحضن العربي الموعود فكان ما يعرفه ومازال يعيشه ابناء اليمن منذ تسعة اعوام من احتلال لجزء كبير من الارض اليمنية ونهب ثرواته وحصار ابناءه، وخلال هذه الفترة حتى يومنا هذا حصلت عدة مواجهات عسكرية بين الفلسطينيين والصهاينة المحتلين اهمها سيف القدس ٢٠٢١ وصولا الى طوفان الاقصى الجارية حاليا غير اننا لم نجد هذا الجيش وهذا الاتحاد العربي العسكري والاعلامي والمالي الذي تم تجييشه ضد اليمن ولم نر حضنا عربيا حقيقيا بل رأينا ما هو اسوأ من ذلك حيث رأينا صهاينة يتعربدون في جزر اليمن وعلى رأسهن جزيرة سقطرى ورأينا تطبيعا معلنا بين الصهاينة والامارات والبحرين والسودان وكان ستكون السعودية اللاحقة غير ان طوفان الاقصى أغرقها حتى اللحظة اي اننا لم نر الا حضنا عبريا صهيونا ضم الدول العربية اجمع مع تخاذل كامل من هذه الجيوش والتي كان يكفي ١٠٪ مما تم تجييشه ضد اليمن لتحرير فلسطين للأبد وانهاء ما يسمى الصراع الصهيوني العربي واعادة الاستقرار للمنطقة بل وصناعة تاريخ حقيقي نتفاخر به اكثر مما تفاخر اجدادنا بتاريخهم .
استمرار الخذلان العربي خاصة هذه الفترة للقضية الفلسطينية والصمت المطبق امام جرائم الصهاينة في عملية الابادة لابناء غزة هي كارثة ووصمة عار تزيد هذه الانظمة العار عارا اضافيا فوق عارهم الذي جمعوه خلال عقود من الزمن رغم ما اظهره مجاهدو فلسطين المقاومة من ضعف وهشاشة الجيش الصهيوني واكتفوا بالخطابات الرنانة الخاوية الفارغة والتي حتى لم ترتق الى مستوى خطابات وتصريحات قيادات دول اجنبية كالبرازيل وفنزويلا وكوريا الشمالية وروسيا .
ابناء غزة وفلسطين عامة سطروا في ايام معدودة في عملية طوفان الاقصى طوفانا عرمرميا من الانجازات التي توصف بالاعجاز والخارج نطاق الوعي والفهم والمعقول وسطروا ملاحم عزة وشرف واظهروا ضعف وهشاشة جيش الصهيونية الذي لا يقهر (حسب توصيفهم) واكذوبة المخابرات الامريكية والموساد الصهيونية واخرجوا لنا جميعا الذل والمسكنة التي ضربها الله في قلوبهم عيانا بيانا وضوحا لنا جميعا فكان ايضا طوفان عزة وكرامة وقوة لو يتم تقسيمه على العرب لاغرقهم عزة وكرامة خاصة اولئك الرافضين لهذا الشرف من انظمة الحضن العبري غير انهم أنفوه ولم تنسجم نفسياتهم الذليلة معها ليبقوا متخندقين مع التطبيع والصهيونية خاصة امام نزيف الدم الفلسطيني للاطفال والنساء والذي يسعى من خلاله هؤلاء المطبعون واسيادهم المجرمون من الصهاينة والامريكيون والاوروبيون لدفن هذا الطوفان وانجازاته غير ان زمزمية ماء لا يمكن لها ان توقف وتغرق طوفان الاقصى العزيز على الاطلاق والذي سيزيل عروش هؤلاء الطغاة كما سيغرقهم أبناء اليمن في ارضهم والذي يجب على ابناء اليمن قاطبة خاصة في الجنوب المحتل الخروج للشوارع وبعد صلاة الجمعة وفي مدارسنا تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتاييدا لعملية طوفان الاقصى وتنديدا لمجازر الصهاينة بحق ابناء غزة خاصة ونربط هذا التحرك بالاحتفالات بالذكرى ال٦٠ لثورتنا المجيدة ١٤ اكتوبر وكلا التحركين لا ينفصلا عن بعض ولن ننفصل عن ثورتنا المجيدة اكتوبر ولا عن طوفاننا العظيم الاكتوبري ايضا وما ذلك على الله بعزيز .