الأحقاف نيوز / خاص
بقلم : محمد باذيب ✒️
كانت الإمارات في العقود الماضية تستغل اليمن ارضا وانسانا بصورة غير مباشرة تحت مظلة المرتزقة العملاء الذين كانوا يحكمون اليمن حيث اوصلوا ميناء دبي الى منصة الموانئ العالمية على حساب تدمير ميناء عدن الاستراتيجي الذي يعتبر افضل ميناء في الارض على الاطلاق وققا لعدة عوامل اهمها الموقع الجغرافي وقربه من مضيق باب المندب وربطه بين كل قارات الارض عوضا عن انه ميناء جبلي ومساحة خلفية واسعة جدا وغيرها من مميزات ، فأصبح ميناء دبي الواقع في بقعة جغرافية محدودة جدا جدا لا يرتقي لان يكون ميناء صيد عوضا عن ان يكون ميناء عالمي ومع ذلك اصبح مدخولة السنوي يتجاوز الربع ترليون دولار في وقت ان مدخول ميناء عدن لا يتجاوز المليار دولار في مفارقة غريبة وخطيرة جدا عوضا عن نهب ثروات اليمن من ذهب خاصة في محافظة حضرموت وايضا فرضت الامارات على ادوات النظام السابق على ان يكون استثماراتهم وما ينهبونه من ثروات اليمن في ارضهم لذا نجد مئات الاستثمارات التابعة للرؤوساء السابقين وابناءهم واقاربهم والمقربين ورموز النظام السابق تغرق ارض الامارات كل ذلك واليمن وابناء اليمن يعيشون في حالة نكد وضيق عيش منذ اكثر من أربعين سنة ، بل لم يكتف الاماراتيون عند هذا الحد بل تحرك في مسار الاحتلال لليمن منذ ٢٠١٥ وبسط سيطرته التقاسمية مع السعودية على المحافظات اليمنية الثرية عوضا عن تحركها الحالي في خصخصة كل خدمات الدولة السيادية والاقتصادية لشركات اماراتية خاصة واخرها وليست الاخيرة قطاع الاتصالات في اليمن .
يعتبر قطاع الاتصالات في اليمن من انجح القطاعات واكثرها استقرارا كونه قطاع ممتزج ما بين الحكومي والخاص ومدخوله كبير جدا يمكن له ان يدير نفسه بنفسه دون الحاجة الى ميزانية من الدولة بل هو رافد من روافد الميزانية للدولة وهذا يعني انه غني عن ايعازه الى اي مستثمر خارجي على الاطلاق بل كان من المنطق ان نجد له استثمارات عديدة في الخارج غير ان التحرك الاماراتي والذي استطاع ان يسيطر على عدة موانئ جديدة في المهرة وحضرموت وسقطرى وايضا يسيطر على مطاراتها وان يسيطر على الثروات السمكية في الجنوب المحتل يسعى الان للسيطرة على الاتصالات اليمنية وذلك لعدة اسباب لعل اهمها اختراق الامن القومي اليمني كون نظام الاتصالات والسيطرة عليه يعني التجسس ومتابعة كل ابناء اليمن واسرار الدولة والحكومة وغيرهم حيث ستكون جميعها تحت رحمة المحتل واهدافه عوضا عن نهب الثروات والارباح التي تعتبر رافدا من روافد اقتصاد البلد وحق وامن قومي للوطن عوضا عن التخطيط الممنهج لتدمير هذا الجانب كتدميرهم لموانئ اليمن بما يصب في مصلحة الامارات ومشائخها المجرمون .
كل ذلك يحدث في اليمن منذ ثمانية اعوام احتلال لليمن من قبل المحتل بتماهي وتعاون من مرتزقته الذين جمعهم من بقاع الارض وجاء لينصبهم قادة وحكاما على اليمن سواء في الجانب الرئاسي او الحكومي او العسكري او الأمني فالجميع يخضعون لهم ويسعون لتذليل وشرعنة هذا التحرك الخطير جدا على اليمن ارضا وانسانا مقابل ما يحصلون عليه من دراهم معدودة او بقايا فضلات موائد الامراء والمشايخ في الخليج كون الجميع في هذه الشرعية المرتزقة تتسابق لعرض مؤسسات اليمن وثرواتها للبيع لهؤلاء فوزارة الخارجية وسفراءها ومحافظي المحافظات المحتلة يتسابقون لتهريب وبيع اثار اليمن للخارج ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي يتسابقون لبيع عقول ومدارس الطلاب للخارج ووزارة الثروة السمكية تبيع الاسماك مصادر رزق الملايين للامارات ويتسابق مسئولي النفط والغاز والثروات المعدنية في نفس الجانب و الان مسئولي الاتصالات في ذلك فظهر هؤلاء الحكام والحكومة في تبعيتهم وخدمتهم للمحتل الاماراتي اكثر مما يقوم به وزراء دويلة الامارات نفسها وهذا ما يضع المسئولية كبيرة على عاتق كل ابناء اليمن سواء في شمالها او جنوبها او غربها او شرقها للتحرك الجاد اولا لطرد المحتل الاماراتي السعودي ومن خلفه من الامريكان والبريطانيين ثم نبذ ورفض ومحاكمة المرتزقة التابعين لهم تحت شعار شرعية ورئاسة وحكومة قبل ان يتحول كل ابناء اليمن الى مجرد عبيد وخدم في بلاط المحتل بقليل من الخبز والماء .