الشريك الفريك

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير

المؤتمر الشعبي العام كما يقول أخواننا المصريين مثل الفريك ما يقبلش شريك ، ولو فعل (الفريك) ذلك لحق له كوجبة شهية لا تحتمل المشاركة ، أما فريكنا اليمني فعبارة عن توليفة غير متجانسة بل هو اقرب الى المخضرية ، لا تجمع عناصرها سوى ميزة واحدة لسنا هنا تجنباً للمهاترات في وارد ذكرها فالجميع يعرفها وأولهم المؤتمريون أنفسهم ، وقد جمعها (الوصفة) عفاش الشيف الماكر فهم وكما قال (خبزه والعجين) ووضعها الى المائدة اليمنية كوجبة واحدة لا تقبل المشاركة .
وتجاوزاً على كل التفاصيل فالمشاركة ليست أمر ورد في أدبيات المؤتمر – المشاركة الفعلية – ولا نلوم المؤتمريين على عدم تقبلها لأنها أمر لا تتقبلها ثقافة هذا المكوّن من حيث المبدأ ، الا ضمن وتحت مضلتهم ، فقد درج عجلهم المقدس (عفاش) وطوال ثلاثة عقود لا يرينا الا ما يرى ، وما أرانا الا سبل الفساد .
ولم ترد في تاريخه (المؤتمر) أي تجربة حقيقية للشراكة ، فقد انقلب على شريكه الأول في الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني) وأقصاه وهمشه وفتته وحوّله من حزب رئيسي على الساحة السياسية الى حزب هامشي بل الى حزب ميّت ، ولهم في ذلك أساليب شريرة حصرية .
ثم أنقلب على شريكه في مرحلة ما بعد حرب 1994 (الإصلاح) بعد أن استفذ دوره وجنى لوحده غنائم هذه الحرب المشتركة .
وأنقلب حتى على الأنصار أنفسهم (شركاءه الحاليون) في فتنة ديسمبر 2018 المشئومة ، فكيف سنصدق اليوم أنه قد أصبح ضحيتهم في الشراكة ؟؟
وفي محاولة بائسة و وقحة لتسجيل النقاط ، نجده نشطاءه اليوم يتشدقون بفساد شريكهم الوطني (أنصار الله) ، ومع أنهم أي المؤتمريون منطقاً يجب أن يكونوا آخر المستغلين لهذه الورقة لأنهم فاسدون الى العظم ، ولكننا سنجاريهم ، سوف نجاريهم جدلاً في مزاعمهم ، رغم عدم تصديقنا بالمنطق لأي من مزاعمهم ، ليس دفاعاً عن الأنصار وليس لأن الأنصار ملائكة أطلاقاً ، ولكن بالعقل وبالمنطق فكيف سيكون هناك فساد – واعني فساد ممنهج كما هو دأب منتسبي المؤتمر وليس ممارسات فردية تحدث حتى في المدينة الفاضلة – أين الموارد اصلاً حتى يحدث هذا الفساد المزعوم ؟؟ فلا بنك ولا موارد ولا تصدير ولا أي مصدر مالي يمكن العبث به خلا شوية موارد دخل ذاتية محدودة للغاية في محافظات محاصرة وتعاني من شطف العيش ، كالزكوات والضرائب والجمارك من ميناء واحد محاصر ، على العكس يمكن اعتبار إدارة هذه الموارد المحدودة جداً بهذا الشكل وإدارة بها مؤسسات الدولة وتمويل المجهود الحربي في عشرات الجبهات المشتعلة ، هذا يعد بذاته أمر إعجازي يستوجب الإعجاب والثناء ، وكما يقول المثل الشعبي الحضرمي ( أيش الديك وأيش مرقه) !! هذه الموارد الشحيحة لا تحتمل أصلاً حصول فساد ولو حصل لأنهار الأنصار من أول أسبوع .
ومن ذلك سنجاريكم في طرحكم الكيدي فالنقد أمر صحي ومطلوب وهو كما كان يقول جماعتنا الاشتراكيون جزافاً (النقد والنقد الذاتي هو خبزنا اليومي ) ، تزعمون وجود فساد في كوادر ومسئولي الأنصار ، حسناً لكم ذلك ، ولن نطالبكم الا بما هو حجة عليكم ، وكما قال زعيمكم الهالك عفاش رداً على اتهامات مماثلة عن فساد المؤتمر ، قال مرة وفي كلام معلن ومذاع في الإعلام ومعروف : من كان يزعم عن وجود فساد في هياكل الدولة فعليه أن يثبت ذلك ، وأن يأتي بالوثائق اللازمة التي تثبت تورط مسئول ما وسوف نحاسبه ، أما الكلام المرسل والعام فهذا لا يفيد ولا يقدم أو يؤخر ، وأنتم الآن عندما تزعمون عن وجود فساد في بنية الأنصار فعليكم أثبات ذلك بالوثائق المطلوبة وكلنا سنكون معكم في هذه المعركة ، أما المكايدات الخبيثة وتشتيت الجهد الوطني وتمزيق لحمة الشراكة وتسجيل نقاط على حساب الشريك فهذا لا يجدي وانتم أهل سياسة على الأقل كما تزعمون .
لا أحد فوق النقد لا احد ، رغم انه وللإنصاف يجب سؤالكم عن ماذا قدتم أنتم للوطن خلال كل تاريخكم والآن خلال العدوان ؟؟ ماذا قدمتم ؟؟ لو قدمتم فقط ربع ما قدم الأنصار من دماء وتضحيات عظيمة لا ينكرها الا جاحد ، لو قدمتم فقط ربع ما قدموا لحق لكم أن تحاكموا الأنصار ، ولكننا لن نقول ذلك ولا شيء يبرر الفساد ان وجد ولا حتى قوافل الشهداء ، فالفساد فساد وهو مذموم ومرفوض ويجب فضحه لأنه بمثابة السوسة التي تنخر في مداميك الوطن أي وطن ، فما بالك بوطن مكلوم جرحه ينزف ليل نهار .
كونوا منصفين و انتقدوا بل وأجلدوا كل فاسد ولكن بمنطق واحترموا على الأقل عقولنا ، ولا يتناسب أصلاً مع تكوينكم وتاريخكم المعروف فتح هكذا ملف ، وبالذات أنتم ، دعوا غيركم يقول هذا لعل الناس تصدقه أما أنتم فليس من مصلحتكم اللعب بهكذا ملفات ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com