الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع
كتب / محرر الموقع
ماذا يريد تحالف الشر هذا من اليمن بالضبط ؟؟ هل يريد اقتلاعها نهائياً من الخريطة ؟؟ هل يريد طمس أكثر من عشرة ألف عام من الحضارة وحذفه من الإرث الحضاري الإنساني ؟؟ هل يريد تفتيته الى كيانات صغيرة متناحرة ؟؟ هل يريد قتل أكثر من ثلاثين مليون يمني ببساطة ؟؟ هل يريد فقط تدمير اليمن بالحروب والصراعات البينية والحصار والتجويع والأوبئة وبقية الويلات والمصائب ؟؟
هذه الأهداف الشريرة لم ولن تتحقق ، نعم سيصعبون حياة اليمنيين أكثر وأكثر من كونها جحيم لا يطاق لكنهم لن يستطيعوا أن يلغوا اليمن فهذا شيء مستحيل ، كما أن هذا ليس في مصلحتهم بالأساس ، فمن ذا الذي يريد دولة فاشلة وبلد فقير وفير مستقر تمزقه الصراعات على حدوده القريبة .
أما إذا كان التحالف يريد من كل هذا تحقيق أهداف سياسية كما هي الغاية من كل الصراعات والحروب ، فهذا يمكن التعاطي معه بالسياسة ، والسياسة هي فن الممكن وكفاية دماء ودمار وبؤس ، ما هي أهداف السعودية من عدوانها الهمجي على اليمن ؟؟ هل تريد إعادة اليمن الى حظيرة وصايتها السابقة ؟؟ هذا أمر تجاوزته الأحداث وعلى السعودية وبالسياسة أيضاً أن تفهم المتغيرات التي حدثت على الساحة اليمنية ، ولكن من حقها أن تطمئن على مصالحها في اليمن وعلى سلامة حدودها وعلى الدفع بشتي جوانب التعاون وفي مختلف المجالات الى أقصى حدوده وهذا شيء سيعود بالفائدة على الشعبين ولا أحد يمانعه البتة ، ولكن وفق معايير متعارف عليها واحترام سيادة اليمن على أرضه وحقه في تقرير ما يخدم ويصون مصالحه ولا ضرر ولا ضرار .
هل الهدف من كل هذا هو القلق من هاجس (إيران فومبيا) ؟؟ وهذا الهاجس يمكن تبديده بالتفاوض والتفاهم ويمكن حله بل إزالته نهائياً – رغم أنه غير موجود بالمرة – ولكننا نتفهم مخاوف السعودي ، كل ذلك بما يكفل روح السلام ويحافظ على وشائج الأخوة والجوار والمصالح المشتركة .
وماذا تريد الإمارات مثلاً من كل هذا الفجور في العداوة ؟؟ هل تخاف مثلاً من أن تتحول عدن الى مركز تجاري عالمي يسحب البساط من دبي ؟؟ بالسياسة يمكن استيعاب هذه المخاوف وتحويل هذا التنافس الى تعاون وتكامل ، ولتأت بما لديها من خبرات ومن فائض مالي مهول وتستثمر في عدن او في غيرها من الثغور والسواحل اليمنية بما يحقق المنفعة المشتركة والأشقاء العرب أولى من سواهم من الشركات الأجنبية الأخرى ، ولكن وفق الدستور اليمني وبما تنص عليه القوانين اليمنية والدولية المتعارف عليها ولا ضرر ولا ضرار .
ماذا يريدون بالضبط وهذا يمكن تحقيقه بالسياسة وبعيداً عن آلة الحرب وبدون تدخل في أدق تفاصيل الشأن اليمني لأن هذا أمر يخص اليمنيون وحدهم وليس لأحد الحق في التدخل فيه او تنصيب نفسه وكيلاً لطرف من الأطراف اليمنية ضد آخر .
كفاية حرب فلم تحقق 8 سنوات غير القتل والدمار وقد أرتدت اليكم حتى وصلت الى عقر داركم ، وسوف تكون لها تأثيرات وتداعيات مستقبلية أخرى سلبية أكثر عليكم لم استمررتم في غيكم .
من مصلحتكم أنتم يا (تحالف) أن يبقى اليمن موحداً قوياً ومزدهرا كعمق بشري وتأريخي وجغرافي لكم ونحن اليوم نعيش عصر التكتلات والتحالفات الكبرى وليس الشرذمة والتجزئة ، وأنتم أحوج ما يكون الى هذا بحكم تكوينكم البنيوي الهش وأطماع الطامعين في ثرواتكم .