ليست هدن بل مجرد تقطيع وقت

الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع
كتب / رئيس التحرير

عام كامل أنقضى أو أكثر في هدن متعاقبة وتمديدات ومفاوضات عقيمة لم تثمر عن أي شيء ذو قيمة ، ليس لدينا أي شك في أن السلام ليس خيار وارداً – على الأقل الآن – لدى تحالف العدوان .
وفي الوقت الذي يماطل فيه التحالف ويعود ويتملص من أي اتفاقات نتجت عن المفاوضات السلحفائية الجارية ، نراه ينشط ويجد في مشاريعه التخريبية خلال هذه الهدن المهدورة .
إشارات كثيرة تؤكد سوء نية التحالف في هذه الهدنة التي أصبحت أسوأ وأخطر على اليمن من الحرب نفسها ، ما زال التحالف وحتى هذه اللحظة يداعبه وهم إسقاط سلطة صنعاء الوطنية من الداخل ، ويعكس هذا عمله الدؤوب لإطالة أمد الازمة عبر تبديد الوقت وبالتالي مفاقمة معاناة اليمنيين المحرومين من أبسط متطلبات الحياة والمطحونين بنكبات ثمان سنوات من الحرب أهلكت الحرث والنسل وخلفت أزمات لا تعد ولا تحصى وحولت اليمن الى خراب في ظل انهيار العملة الوطنية وتفاقم أزمة اقتصادية معقدة وغير مسبوقة تطحن الناس طحنا ، والتحالف يضيّع الوقت ويبيع الناس أوهام وكلام في كلام في انتظار انفجار الشارع مأمول في المحافظات المحررة ، هذا الانتظار مصحوب بحملة شعواء للنيل من سلطة الأنصار عبر سلسلة من الحملات المنظمة والحروب الناعمة على كافة الأصعدة ، وشيطنة الأنصار وتصويرهم بأنهم هم المسؤولون عن كل هذه المعاناة .
هذا بالنسبة للشمال ، أما في الجنوب فيضع كل ثقله السياسي من أجل تمزيق اللحمة الوطنية والعمل على تفتيت اليمن ، وليس يمنان هذه المرة بل ثلاثة وما يزال الحبل على الجرار .
هذا العمل العدائي السافر لم يصل الى هذه المرحلة المتقدمة حتى في عز احتدام المعارك في الجبهات ، لكنه الآن لديه فائض من الوقت للعمل في هذا المضمار بشكل مركز ومتسارع .
وبعد أن كان يقدم نفسه وبمنتهى الوقاحة كوسيط بين الأطراف اليمنية المتصارعة – كما يصور نفسه – أصبح الآن ينصب نفسه وكيلاً عن بعض أجزاء اليمن ويتحدث بإسمها ويزعم أنه يمثل مصالحها ويدافع عن حقوقها !!
ما زال الجسد اليمني المثخن بالجراح ينزف ، ومن لم يمت بالقصف والقذائف قبل مرحلة الهدن يواصل موته الآن من جراء الحصار وتردي وانعدام مقومات الحياة بفعل الأزمة الاقتصادية والجوع والأوبئة المتفشية وبنيران مليشيات التحالف المتناحرة والغياب الكامل لكل مؤسسات الدولة والتي خطفها – التحالف – وحولها الى مجرد عصابات لصوص جشعة تتوزع على فنادق المنافي في الشتات لا تملك من أمرها شيئا .
لقد كان (التحالف) في السابق يملك فائض مالي – وما يزال – يسخره لتدمير اليمن وتفتيته وقتل شعبه وإشعال الفتن وضرب اليمنيين ببعضهم ، والآن وبفعل هذه الهدنة الفخ أصبح يملك أيضاً فائض من الوقت للعمل وبأريحية مطلقة لتنفيذ مخططاته التخريبية الخبيثة من دون أن يقاطعه أو يشاغله أي شاغل .
الخلاصة : ان عدم التنبه والانسحاب من هذا الفخ لا يعني الا شيء واحد فقط وهو مواصلة قتل اليمنيين صبرا عبر هذا الموت البطيء الذي اسمه (هدنة) في انتظار وهم السلام الذي لن يأتي الا بعد خراب مالطة .
نعلم أن تكلفة العودة للحرب سوف تكون باهظة ولكن تكلفة الاستمرار في هذه اللعبة الصفرية بكل تأكيد هو أشد وأبهظ بكل المقاييس .
ماذا جنى اليمنيون من هذه الهدن ؟؟ الجواب هو لا شيء سوى القليل جداً جداً من أبسط حقوقهم البديهية والتي لا تتطلب كل هذه التضحية ، وهل قدّر العالم المنافق ومؤسساته الأممية المنخرطة في حفلة الدمار هذه ، جنوح اليمنيون للسلام وتنازلاتهم من أجل حلوله ؟؟ كلا ، وما زال يصطف مع دول العدوان الغنية ويغطيها .
ختاماً ليس لدى اليمنيون ما يخسرونه بالعودة للحرب ، فبلدهم مدمر ومأساتهم الإنسانية ما زالت تحتل مرتبتها الأولى عالمياً بل وتتفاقم أكثر وأكثر ، وما زال الحصار قائم بل وقد أصبحت وحدة البلد كله الآن على كف عفريت ، فليس لديهم ما يخسرونه أكثر مما خسروه لكن لدى التحالف الكثير والكثير ليخسره إذا ما عادت الباليستيات والمسيرات تهدد منشئاته الحساسة وتربك كل حسابات وتعيد تعديل موازين القوى التي خلخلتها الهدن الوهمية والمفاوضات العبثية من جديد ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com