الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع
كتب / محرر الموقع
في رقعة كبيرة من الوطن تزدحم اليوم وتعشش في رؤوس القوم مشاريع صغيرة ، فعندما يغيب المشروع الوطني الكبير والجامع تتقزم الأحلام وتتلاشى وتضيع في زحمة التهافت واللهاث خلف السراب وتزدهر تجارة الأوهام وتباع الشعارات الباهتة على أرصفة الشوارع في بازارات العمالة والارتزاق ، فتتلقفها الأفواه الجائعة والعقول الحائرة المثقلة بعبء تكاليف الحياة والتي أحالها عدوان ما يسمى ب (التحالف العربي) الى جحيم لا يُطاق والى واقع بائس يائس بعد أن أوغل العدوان في طغيانه وحصاره ، وهل تزدهر في عهد الهيمنة السعودية الا مثل هذه المشاريع .
بعد أن أنفض (مولد) المكلا الذي غاب صاحبه وحضرت عنه أراجوزاته الصغار ، أنفض عن لا شيء ، فقد ظل يحوم على تخوم الوهم دون أن يجرؤ على أتخاذ قرار أو انجاز شيء ، لأن الكفيل المتردد والمتخبط كان يناور وحسب بغية إبتزاز السلطة الوطنية في صنعاء فلم تنضج الظروف الموضوعية لارتكاب حماقة التمزيق بعد ، ولن تنضج .
وتزامن معه ذهاب وفد من مشايخ ووجهاء الداخل الحضرمي الى الرياض والتي يسمونها وبكل وقاحة (عاصمة القرار) ولا ندري عن أي قرار يتحدثون ، ذهبوا وفي أجندتهم زعم واحد : أن المجتمعون في المكلا لا يمثلون حضرموت وأنهم هم الممثل الشرعي والوحيد لحضرموت .
ما أن ألتم الوفد المسافر في الرياض حتى أصدر تجمع ثالث من مشايخ قبليين ووجهاء آخرين في حضرموت بيان توسلي موجه الى ما يسمى بالتحالف العربي يحتكرون فيه تمثيل حضرموت وينزعونها عن وفد الرياض ، وهكذا يتواصل الصراع عن التمثيل بينما الشارع الحقيقي مغيّب ومطحون بفعل الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة لا يلوي على شيء .
إذا كان هؤلاء القادمون الى حضرموت من عدن ليقرروا مصيرها ، وأولئك الذاهبون الى الرياض لرهن مصير حضرموت ، والطرف الثالث الذي يقدح في الأثنين ويدعي تمثيله لحضرموت يتصارعون على مجرد التمثيل فكيف سيتفقون على قرار ؟؟
انفصال أم ضم للسعودية أم دولة حضرمية مستقلة تحت وصاية السعودية ورعاتها الدوليين أم اقليم ضمن الدولة المركزية اليمنية ، الوضع مبهم ولا يدري حتى المنخرطون في حفلة المؤامرة هذه أنفسهم يعرفون ما يريدون .
وفي واقع الأمر أن جميع من سلف لا يمثل حضرموت ، لا يمثلون سوى أنفسهم ومصالحهم الآنية الضيقة وينفذون أجندات من يتبعون ، وآخر همهم هو مصلحة حضرموت .
بيد أن مصائر الشعوب لا تُقرر خارج حدودها ولا يقرره عنها عبيد خانعون من أبناءها حتى لو زعموا جزافاً أن يمثلونها وهم في هذا كاذبون ..