طبول المكلا

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير

ليس المقصود هنا أغنية (أروى) المعروفة بل المسرحية الهزلية سيئة الإعداد والإخراج التي شهدتها حاضرة حضرموت (المكلا) عشية الذكرى ال (33) للوحدة اليمنية المجيدة .
نصبت خيمة السيرك في أحدى قاعات المدينة الكبرى وأتخذ المهرجون أماكنهم في الصفوف الأولى للحفل وتعاقبوا تباعاً على الميكرفون ، وخلفهم رُصت عشرات الطبول الجوفاء التي أحضروها كإكمال عدد لتملأ القاعة وتكمل الجوقة ، شد السلك الذي سيمشي عليه البهلوان (الزبيدي) وكأنه شُد بين حدقي وطن ، أحداق قرحها السهر والقلق والأحزان ، وطن محكوم عليه بالسهر الأبدي .
البعض كان مشدوداً هو الآخر مع الحبل ينتظر ما لا يُنتظر ، والبعض الآخر لم يكترث بما يجري لأنه سبق وحضر العديد من حفلات السيرك السابقة ولم يحصل أي شيء ، العارفون ببواطن الأمور وحدهم كانوا يراقبون ما يجري بنص عين ، فهم يعلمون أن السعودية تناور وتحاول أن تبتز صنعاء في المفاوضات السلحفائية الجارية بهذا السيرك ، ولكن من يدري فقد يرتكب المخرج الأرعن حماقة ويُسقط البهلوان من على السلك لتنفجر براكين الغضب اليماني من أقصاه الى أقصاه فتجرف هذا السيرك وجمهوره الغبي الى حيث ينتمون في مزابل التاريخ .
خطى البهلوان خطواته المرتجفة الأولى على السلك وسط ترقب الجمهور المتعطش للإندهاش لكنه لم يقدم أي جديد بل أعاد تكرار النغمات النشاز المعروفة كإسطوانة لعينة مشروخة ، فتمخض الجبل وولد فأراً وأنفض الحفل بنهاية مبهمة ومفتوحة تماماً كما بدأ .
الغريب أن هذا السيرك لم يحدث أيام ما كانت الإمارات في مطار الريان كراعية رسمية معلنة للانفصال ، بل حدث بعد حلت محلها القاعدة السعودية (المعارضة) المفترضة للانفصال .
ليس هذا يعني أن السعودية لا تريد الانفصال وتعمل عليه ليل نهار ، بل لأنها مرتبكة مترددة لا تدري كيف ولا متى تبدأ ، ويوم أن تبدأ فأنها لن تعرف كيف تنهي الأمر كعادتها .
من يستطيع أن يقنعني أن بهلوان محروق ومتهافت ك (البحسني) سيغيّر اصطفافه من دون إيعاز وأمر سعودي مباشر ؟؟
وحدهم المغفلون فقط لا يزالون يراهنون أن السعودية مختلفة مع الإمارات في هذا الشأن .
وعلى الجانب الآخر غير المرئي من المشهد يتداعى (رموز) الداخل الحضرمي من المشايخ المرتزقة وعبيد الدينار للأسف في مشهد مخز وجالب للعار فيقررون الاستنجاد بالآراجوز السعودية ليحركهم كالدمى في مقابل مرتزقته الآخرين من (الانتقالي) كالمستجير من الرمضاء الى النار ، فيذهبون الى (الخرخير) المحتلة ليتم شحنهم في طائرة شحن كالخراف وفي ظروف نقل مهينة الى الرياض لمقابلة بواب الأمير ، ولسان حالهم يقول – كما نقل مقربون منهم – (يحكمنا الحوثي ولا الانتقالي) !!
من فهّم هؤلاء الأغبياء أن الحوثي سيتشرف بحكم خراف مثلهم ؟؟ لو كان محكوميه كهؤلاء لما صمد يوم واحد في وجه هذا العدوان الجهنمي الغاشم ، وحتى لو سلمنا جدلاً بذلك ، ولو كان هذا صحيح فالوجهة المفترضة هنا هي صنعاء وليس الرياض .
انكم أيها التابعون تهربون من الانفصال الى الضم مع السعودية وهذه جريرة أكبر من جريرة الانفصال .
انكم ببساطة تضيعون وقتكم وتهدرون ما تبقى من كرامتكم بين الوهم والوهم .
لن يحدث ضم أي شبر للسعودي ولن ينجح انفصال أي جزء من اليمن ما ظل في صنعاء رجال وطنبون أسمهم الأنصار .
نقطة على السطر .
وتقرع الطبول مرة أخرى دوووم دوووم دوووم ثم ينسدل الستار ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com