حوار أطرش وراء هوية مفتعَلَة !

الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع :
كتب / محرر الموقع

انطلقت أعمال مؤتمر الحوار ( الجنوبي ) اليوم في عدن وسط أجواء مشحونة بالعاطفة غير المنضبطة من الأجنحة المختلفة في التنوع الجنوبي المتعدد على كل مشاريع التبعية والبحث الحميم عن مخارج لمحنة هذا الجزء العزيز من الوطن الذي ألقيت على كاهله تبعات السياسات التسلطية وغير المسئولة التي انتهجها نظام المخلوع ( عفاش ) على مدى 30 عاماً الكفيلة بالزلزلة العاتية للشارع المسمى ( الجنوبي ) .. حيث يفضلون الذهاب إلى الشيطان ويخوفون الشارع (الجنوبي) ب (حنش) عفاش الميتة والمتمثلة بعودة سياسات النهب والاستكبار والاستبعاد والهيمنة التي مارستها فلول ( عفاش ) على مقدرات الجنوب خلال الفترة التي أعقبت هزيمة حرب ( 94 ) المشئومة ، مفضلين تسليم تلك المقدرات المزعومة للخارج وبالمجان منها الى نظام عفاش الذي يعرف الجميع انه قد مات وشبع موت وان الوضع قد تغير وان الزمان ما عاد ذلك الزمان .
إن رواسب سياسة الإلحاق والضم والهيمنة التي مارسها ( عفاش ) تظهر جلياً في مواقف جميع التيارات الجنوبية تجاه ( مؤتمر الحوار الجنوبي ) من خلال غياب الأسلوب الديمقراطي في التفكير والغرق بدلاً عنه في البحث عن شرعيةٍ جنوبية مفقودة تنهي شتات المواقف وتعددها وتجتهد بديكتاتورية مغلفة بمسوح نضالية مهترئة أن تعلنَ عن نفسها ( ممثلاً شرعياً ) لما يريدون له إعادةً للدولة المنقضية باتفاقيات وحدة 90 التي يعتبرها المكون الانفصالي المنظم للحوار والموغل في تبعيته لأحد طرفي العدوان أنها قد ولى بريقها .
إن عدم انضباط المواقف بين التيارات المشاركة في المؤتمر عكس حالة من الفوضوية داخلها الأمر الذي يجعل الخروج منه بخطة ( وطنية ) يجتمع حولها ما يسمى بـ ( الجنوبيين ) حرثاً في بحر ، ناهيك عن تدخلات الخارج الحاضر في قرارات هذه التيارات بقوة ، بالإضافة إلى تغلغل التيارات المتطرفة داخل قياداتها وقواعدها الأمر الذي يجعل التوافق بين هذا الخليط غير المتجانس ركيكاً وقابلاً للتفكك وسهلاً لإختراق الآخرين لوحدته المفترضة.
إنها رحلة بحثٍ عن ( هويةٍ ) وسط شتات المواقف ، إذ كان الانفكاك عن هوية أكثر عمقاً وتجذيراً حضارياً ؛ ليس بالأمر السهل .. إذا تبيَّن في المواقف الكثيرة المتجلية من تحضيرات المؤتمر الارتجالية أن أزمة القيادة في مفصل هذا التنوُّع الزاخر من التباينات ؛ واردةٌ وساطعة ، حيث لا يستطيع كل شخوص الطيف الباهت الحاضر للمؤتمر أن يضم في لواء فكرته أكثرَ مما تعد الأصابع من اقتناع ، ناهيك عن الملفات الدموية الساخنة التي تُبرِز رؤوسها كل حين من خلف التاريخ المكتسي بالدم والمذابح والمعارك والحروب الذي تؤطر تاريخ ما يسمى بـ ( الجنوب ) الذي يراد له أن يأتلف اليوم بمؤتمر حوار يحاول الجميعُ _ بما فيهم بعض حاضريه _ أن يفشله وهذا هو مصيره الطبيعي !..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com