الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع :
أنجزت الدول الراعية للأزمة ( صفقة ) تبادُل الأسرى بعد أن أقنعت طرفَيْها – وبالذات طرف العدوان المتزمت ومرتزقته – بأن الحربَ زائلة ، وأن المستقبل مفروشٌ بالورد ليستوعبَ إمكانيات السلام المأمولة من قبل الشعب اليمني ؛ وقد ضاق ذرعاً بمدى هذه الأزمة الطويل ، وأراد أن يعيش يوماً منفرجاً على الأمل والسلام وإمكانيات العيش المنبسط على آفاق رحبةٍ من الاستقرار والبناء والتنمية ..
وقد عاد ( الأسرى ) إلى أهاليهم مشيَّعين بهتافات المحبة والشوق إلا أن السلامَ لم يتحلحل في الأماكن قيدَ مكان ، فمازالت النفوسُ تجتر عداواتها ، والقلوب أضيقُ عن أن تتنسَّمَ السلام ، ورموز الحرب مازالت تنتشي برائحة البارود الفوّاحة في جغرافيات التماس وخرائط الفتنة التي طُمرت تحتَ التراب ليُعاد بعثُها متى أراد ( التحالف العربي ) أن تعودَ للحربِ كرَّةٌ في اليمن ..
لقد تُركت اليمنُ اليومَ مختلَّةً بين ( دولة ) تريد ولكنها لا تستطيع ، و ( شبه دولة ) يستطيعُ رموزُها أن يستبدلوا الكرامة بكل شيء ممكنٍ في عواصم ذلك التحالف الذي لا يجمعُ إلا على ( فتنة ) ؛ ولا يلم شملاً إلا على ( حرب ) ؛ ولا يؤسس إلا لـ( الخراب ).. فإذا مُسخَت الأشياءُ على أشباه الرجال الذين حكموا خرافة ( الشرعية ) ، فإنهم يستقلون طائرات التحالف التي تقتل الأطفال والنسوة في جزء من اليمن ؛ بينما في ( الآخر ) تقوم ـ بكل حيوية ـ بنقل الشرعيين كالأغنام إلى ديار التحالف العامرة بأثمان الوطن الذي يقبلون بيعه بخساً للعدو.
هكذا الحالُ بالوطن الذي يستقبل ( عيد الفطر المبارك ) منحوراً في قلبه ، وقد فعل به التحالفُ وأدواتُه الشرعيون أكثرَ من قتل أهلِه وتدمير بنيتِه ؛ بأن كشفوا سلامَه على كل فتنةٍ وحربٍ ودمار ، وبأن جعلوا كرامَهُ أذلةً يتزاحمون على البخس والغالي ، ويموتون رخيصين لا يردهم عن مصيبتهم أخٌ أو جارٌ أو قريب .. بل تنتهي أيّامه العصيبة على فضائح تقتل إنسانيته وتسرق منه العمر بأبخس مما يصفون..
كان العيد متخماً بالدم والفجيعة على خلفية صفقات السلام المؤجل ، والشر المتشفِّي على فجيعة الرجال والنساء والأطفال بينما يذهبون أرتالاً نحو الموت جياعاً من 20 دولاراً ؛ لم يرتضِها له العدو فرضيَ له بها الأخ عنيفةً وقاضية بلا هوادة ، بينما ينتشى المراقبون بطعم كؤوس الشاي على رائحة الجثث المرمية تحت أقدامهم المرتعشة.
ليس للعيد في اليمن روحٌ وقد مات في عوز الحياة وشضفها الأحبة بالعشرات ، ولم يبقَ في هذا البلد غيرُ بقيةٍ من تاريخٍ خجول عن الحكاية ، وأمل ما زال يلوح في الأفق ويأبى أن يترجل على الأرض ليلامس نفوس شغوفة بالسلام وأسباب الحياة الكريمة .
…