التاسع عشر من رمضان أولى ليالي القدر اليمانية المنتظرة

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير

706 من أقمار الأنصار سوف يعودون الى المدار ابتداء من ليلة التاسع عشر من رمضان الجاري 1444 هجرية ، مقابل 181 من أسرى تحالف العدوان ومرتزقتهم على ثلاث مراحل :
اليوم الأول من تنفيذ عملية التبادل سيكون بين صنعاء وعدن واليوم الثاني بين صنعاء والرياض واليوم الثالث بين صنعاء ومارب .
706 عائلة ستبتهج بلم شملها بعد رجوع أبنائها الأبطال الى حضن الوطن ، والذي دام أسر بعضهم زمن طويل من عمر العدوان الغاشم القصير والذي دخل قبل أيام عامه التاسع .
كم من أم تنغصت حياتها بفراق فلذة كبدها سوف يطفئ كمدها بحضن ولدها بعد أيام بعون الله ، كم أب أرهقه الهم ، كم زوجة تكدر صفو حياتها ، كم من ابن وبنت فقدوا حنان أبوهم سنوات ، وكم من أخ أستوحش دف أخيه ، وكم من عم وخال وحبيب وصديق ..الخ أفتقد قريبه أو وليفه أو جاره أو صاحبه سوف يجتمع شملهم قريباً إن شاء الله .
بعد ليال وأشهر وسنوات طويلة ارتفعت فيها الأكف لرب السماء تلهج بالتضرع والابتهال والدعاء ، وسالت الدموع حتى جفت المآقي وأرهقهم الحنين وفاض بهم الشوق وقد حانت الآن ساعة الاستجابة .
ما أعظم كرم الله فله أولاً وقبل وبعد كل شيء الحمد والشكر والفضل والمنة ، ثم ما أعظم وفاء وصمود وشموخ أنصاره ، الذين لم ينسوا برهة واحدة بطولات وتضحيات رفاقهم القابعون في سجون العدو وظلوا في كل موقف ومقال يفتحون هذا الملف ويطرقون بقبضاتهم السمراء الفتية أبواب المعتقلات حتى رضخ العدو مرغما .
هذه وكما يعرف الجميع ليست فضيلة أو منة من هذا العدو المجرم ولكنه قبِل صفقة التبادل مجبرا ، فلولا صمود هؤلاء الرجال الرجال لبقي الأسرى في غياهب سجونهم ومعتقلاتهم ولما رأوا الشمس مجددا ، أو ربما غُيبوا لما وراء الشمس نفسها ، فشكراً لهؤلاء الأبطال .
ولولا تعقيد صفقة التبادل بحكم تعدد أطراف المرتزقة وتنوع مشاربهم وخلافاتهم مما صعب الاتفاق معهم ، لكانت هذا الصفقة أكبر وأشمل ولرجع جميع الأسرى الى ذويهم سالمين غانمين عجل الله حريتهم ، ولكن لا خوف ولا قلق ما دام المطالب بحريتهم يده على الزناد وكلمته أبداً لا تصير كلمتين ولا تفريط في الثوابت ، وهل هناك ثابت أهم من الإنسان ؟؟
لقد عاد هؤلاء الأسرى حرفياً من فم الموت ومن جفن الردى وانكتبت لهم أعماراً جديدة ، فلم يكونوا أسرى لدى أي عدو ، بل عدو أشتهر بأنه (ينشر) لحوم أبناءه الخلص ويذوّبها في أحماض (الأسيد) ثم يتخلص منها في الصرف الصحي كما في قصة (خاشقجي) المعروفة ، فما بالك بهؤلاء الفتية الأبطال الذين أذلوه وهزوا بل شرخوا هيبته داخل بلده نفسها وفي الخارج ، ومرغوا كرامته في الوحل في مختلف الميادين والجبهات ، فلكم أن تتخيلوا ماذا كان سيفعل بهم لو أستتب له الأمر وأستكان الأنصار ؟؟ في سجونه مباشرة أو في سجون مرتزقته الأنذال فلا مروءة ولا رجولة ولا أخلاق ولا وازع ديني أو ضمير ، والجميع قد سمع وشاهد بعض النماذج البشعة التي تهز الوجدان وتوصم الجبين بالعار مما جرى في تلك الأماكن الرهيبة المظلمة التي تسمى معتقلات مرتزقة العدوان .
ولأن المسألة إنسانية بحتة هنا فلا ننسى أيضاً ال (181) من أسرى العدوان من مرتزقته اليمنيين والعرب ، ورغم أنهم وكما يقول المثل الشعبي : حمار بكراه (أي حمار بأجرته) وأنه يستحق ما يحصل له ، الا أن الجانب الإنساني يظل هو الأصل وهذه أخلاقنا وديننا وقيمنا فلا نغمط فرح ومشاعر عائلات وأسر هؤلاء المرتزقة (المحررون) من الحرية الى الأسر .

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
المزيد..

الباذنجيون

الأحقاف نيوز / كتب / محمد عقيل بن يحيى  يروى أن أميراً قال لخادمه يوما: اشتهت نفسي أكلة باذنجان.…
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com