ليلة التاسع من رمضان بالعام التاسع عدوان

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير

مثلت عملية ليلة التاسع من رمضان سنة 1440 هجرية الموافق ل 14 مايو من عام 2019 ميلادية والتي استهدفت محطات وأنابيب نقل النفط في محافظتي (الدوادمي وعفيف) والتي نُفذت بسبع طائرات مسيرة ، ورغم أن الأنصار لم يسموا عمليتهم حينها الا ب (العملية التحذيرية) الا انها مثلت نقلة نوعية في تاريخ العدوان السعوأمريكي المتواصل على اليمن ، وكانت أول تغيّر حقيقي في قواعد اللعبة ، حيث كانت العملية الأنصارية الأولى التي تستهدف عصب الاقتصاد السعودي وهذا أكثر ما أخاف السعودية ، لأن النفط ومنشئاته وحقوله وخطوط أنابيه بمثابة الجهاز الدوري فهو الذي يضخ الحياة في عروق الشيطان النجدي ويمد الشيطان الأكبر بأسباب الحياة ، فالسعودية دولة على المال فهي تقمع بالمال وتشتري الولاءات والمواقف بالمال وتتلاعب بالإعلام بالمال ، وبدون المال الذي يدره النفط لا تكون ببساطة هناك سعودية .
فبعد أن أستوعب الأنصار والجيش اليمني ولجانه الشعبية الصدمة في السنة الأولى للحرب ، كان التوجه في العامين التاليين من 2016 – 2018 في بناء الترسانة الحقيقية لبدء عمليات الردع والتي بدأت فعلياً في عام 2019 بعد أنتاج أجيال من الصواريخ الباليستية والمجنحة وطرز مختلفة من الطائرات المسيرة ، فجاءت عملية الردع الكبرى والمزلزلة عندما استهدفت صواريخ وطائرات الأنصار المسيرة منشئات النفط الكبرى في (بقيق وخيص) السعوديتين ، وكان هذا بمثابة الضربة القوية التي وُجهت للغطرسة السعودية الغبية فتمادت حينها بالإنكار ولكنها أعترفت مؤخراً وقبل أيام على لسان وزير نفطها ان تلك الضربة كانت بمثابة زلزال كبير أربك السعودية وغيّر قواعد اللعبة الى الأبد .
لقد كانت عملية التاسع من رمضان 1440 هجري بمثابة بداية الغيث وكسر الحاجز المادي والنفسي وبالفعل كان ما بعدها ليس كما قبلها ، تماماً كما وصفها (محمد عبد السلام) كبير مفاوضي الأنصار ، فقد فتحت الباب وتوالت بعدها العمليات الكبرى التي استهدفت العمق السعودية وأحياناً الإماراتي ومنشئاتهما الحيوية ، فجاءت سلسلة توازن الردع الأولى والثانية والثالثة وهلم جرا .
ما أحوجنا الليلة ونحن نستذكر تلك العملية المفصلية بإكبار الى تجديد صمودنا وتسريع عمليات التفاوض السلحفائية الجارية لعملية تاسع من رمضان 1444 ، وهنا أخشى القول أن السعودية قد (نجحت) الى حد ما في تأجيل غضب الأنصار وتكبيل عملياتهم بمماطلتها الخبيثة والمقصودة بعمليات التفاوض الجارية مع الأنصار بوساطة عمانية ، فهم أن فعلوا وأجترحوا معجزة توازن جديدة كما نتمنى نحن فسوف يُستخدم هذا ضدهم وتتهمهم السعودية أمام الوسطاء بإستقصاد إفساد المفاوضات الجارية ، والتي تتعمد السعودية أبطائها لإمتصاص حماس الأنصار والنيل من معنوياتهم والمرهنة خلال ذلك على أي تحرك شعبي داخلي غاضب ضدهم أو أي متغيرات خارجية أخرى تنقذها من استحقاقات السلام التي لا تريده البتة ولكنها مرغمة في السير في طريقه ولكن على أقل من مهلها ، بينما يتواصل انطحان الأنصار والشعب اليمني عموماً من وطأة الأزمة المتفاقمة والحصار ، بينما تتعامل هي (السعودية) بأريحية مؤقتة مع هذا الوضع المراوح .
فمثلاً وهذا مجرد مثال فقط لا يستطيع الأنصار المبادرة بأي ضربة لتحريك مياه السلام الراكدة في البركة السعودية الآسنة حتى لا يفسدوا أول ثمار المفاوضات الجارية وهو استحقاق انساني يكبل الأنصار ويبقيهم قيد الانتظار ، وهي عملية تبادل الأسرى بين الطرفين والمتفق عليها في مفاوضات جنيف الأخيرة .
وبين التاسع من رمضان والتاسع عشر من نفس رمضان لا نملك سوى الانتظار .
وأخشى أن تعمم هذه القاعدة ويظل الأنصار مربوطين بمحطات هذه المفاوضات وكل محطة تؤجل ما بعدها وهكذا ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com