الأحقاف نيوز / خاص / كلمة الأسبوع :
هل يمكن أن يشكل رمضان بمكانته الروحية رافعةً لجهود السلام التي تُنطَقُ باستحياء مريرٍ منذ أن وُقعت اتفاقيةُ التفاهم بين السعودية وإيران ؟! .. أم ستظل الجهودُ محصورةً في التفاهم الضيِّق لإبقاء الحربِ باردةً في اليمن ، الذين ـ كما يبدو ـ يفشلون في إحداث التقارب المطلوب لصياغة اتفاقية سلامٍ دائم في اليمن المقتول وسط المسافة بين هلالي الاستقطاب المجنون لـ( سعودية ) تحمل تراكماً خبراتياً في صنع وإدارة الأزمات والحروب الداخلية بين الدول العربية ، و ( إيران ) التي يزعم انها تمتلك أدوات تضغط بها نكايةً بما تفعل ( الشقيقة ) من الدعوة والفعل لزيادة الحصار عليها في الأوساط السياسية الغربية ومحاربة نفوذها ( القليل ) في بعض العواصم العربية التي أعلنت تحالفها مع ( تيّارَ المقاومة ) الذي يحاولُ أن يُقدِم نفسَه نقيضاً لكل محاولات الاستسلام والخنوع التي يرعاها تيَّار السعودية ( المتأمرِك ).
فنعود إلى ذي بدء ، هل يمكن لرمضان أن يفعل في الجمود العام الذي نعيشه فعلاً داعماً يكرس السلام في المنطقة ؟ أم أن الهوة تتسع بين الفرقاء ضد كل محاولات التجسير الخجولة التي تمارسها القوى المحسوبة على ما يسمى بـ( التحالف العربي ) المُتقِن لدور الغانية التي تمارس الغواية وترفع أستار الطهارة في محافل التقوى ..إذا تم استثناء القضايا المتفرعة عن الخلافات الأساسية والتي شكلت اليوم النقاط العصية عن كل اتفاقات احتمال السلام أو محاولة التقريب في وجهات النظر لصياغة ميثاق السلام المنشود في اليمن .. مثلما يرادُ لـ( الانتقالي ) أن يكون الطعنة التي تذبح التوجهات الكسيحة للتقدُّم في صوغ السلام.
فـ( عيدروس ) يجيد اللعب على عواطف الشارع العام في محافظات الجنوب التي تصوِّرُ الانفصال عن الدولة المركزية فردوساً منعَّماً ينهي جميعَ إشكالات الأزمة بضربة واحدة تغفل عن الملفات القاتلة للسلام الاجتماعي التي فخخت بها دولُ التحالف العربي المجتمعَ في المحافظات الجنوبية إلى كل انفجار محتَّمٍ في حال استقلال هذه المحافظات بقرارِها على خلفية السيطرة شبه المطلقة التي تدير بها هذه الدولُ الأمورَ فيها بما يجعل التصرُّف المتوقَّع تجاه أيَّة قرارات تبتعد بواقع هذه المحافظات عن مخططات العرب ( المحتل ) ضرباً من الانتحار العسكري والسياسي.
إن المراقب لطبيعة الأوضاع السياسية في المنطقة عموماً يرى بأن الفعلَ الحقيقي للوصول إلى سلام راسخ ومتمكن في اليمن يقع على القوى العالمية القادرة على خلق حراكٍ سياسي داعم للسلام بواسطة التأثير على دول التحالف العربي لتأكيد نواياها في إنهاء الحرب ، وتحييد تدخلاتها في المحافظات الجنوبية عن خلق العراقيل أمام أية تحركات داعمة للسلام بين الفرقاء اليمنيين ، وصولاً إلى اتفاقية تتجاوز نقاط الاختلاف والتقاطع بين الجميع نحو صوغ ميثاق سلام يعيد العملية السياسية إلى الوطن اليمني مثلما كانت قبل إشعال الحرب في 25 مارس 2015 م.
إنها الآمال إذا صيغت بروحٍ مخلصة ترأف باليمن من نزف الطاقات البشرية والمادية التي أهلكت منه كلَّ قدراته.
…