رمضان في ظل العدوان

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير

ويعود الشهر الكريم مرة أخرى من جديد في نسخته الثامنة في ظل هذا العدوان المقيت الذي أهلك الحرث والنسل وقتل الزرع ويبّس الضرع .
يعود رمضان المبارك في ظروف اقتصادية بالغة السوء ، أوضاع ما فتئت تتفاقم أسوأ وأسوأ ، وما زال شعبنا الصابر ينطحن بفعلها ويعاني الأمرين ولا أحد يلتفت لمعاناته أو يحاول أن يخففها بل على العكس الجميع يتجاهلها ، ولا يكتفون بالتجاهل بل يعملون ليل نهار على تعميقها أكثر فأكثر ، بين إحتلال عربجي ظالم يسعى حثيثاً عن قصد ومع سبق الإصرار والترصد على تجويع هذا الشعب ومحاولة إذلاله بشتى الوسائل والطرق لتحييده وابقاءه هكذا خانع يتكفف أبجديات العيش الكريم في المناطق المحتلة ، وسلطة مرتزقة مسلوبة الإرادة وفاسدة حتى النخاع تعيش في برجها العالي وتتسابق على فتات موائد أمراء العدوان ولا يأبهون لما يعانيه شعبهم من شظف العيش والهوان ، ولماذا عساهم يكترثون ؟؟
وشمال محاصر ومعزول لينشغل بلقمة عيشه عن التفكير في قضاياه الوطنية الكبرى ومحاولة إجهاده بالجوع وخلق الأزمات المتلاحقة لإنهاكه وكسر صموده ، في محاولة لدفع شعبه ليثور ضد سلطة صنعاء الوطنية الواقفة كالشوكة في حلقه وما فتئت تلقنه في الميادين والجبهات وطاولات الحوار الدروس القاسية ، وذلك من أجل خلق بؤر الفوضى والإخلال بالأمن وتجنيد ما استطاعوا من العملاء .
وما بين هذه الحالة وتلك يظل الحل مؤجل والسلام معطل ويبقى شعبنا المكلوم عالق ما بين مطرقة العدوان وحصاره وبين سندان سلطة حكومة المرتزقة العميلة التي ولوها على رقابنا وملكوها بنكنا المركزي وما توفر من مواردنا وكافة نواحي اقتصادنا وسلطوا علينا أعتى اللئام ليتلاعبوا بأقواتنا ويسمونا العذاب في أبسط مقتضيات حياتنا ويبيعون للغزاة الجمل وما حمل ومن دون حتى ثمن .
ليس هذا وحسب بل حتى تلك المعونات الشحيحة التي كانت تصل لبعض شرائح شعبنا المنكوب في المحافظات المحتلة انقطعت الآن ، فسلال حبوب (الإغاثة) من القمح والدقيق توقفت نتيجة الحرب في أوكرانيا ، وحتى كراتين التمر الموشك على انتهاء صلاحيته والذي كان يصلنا في رمضان وهو الشيء الوحيد الذي يبرع فيه جماعة (الإخوان) حيث يتواصون بتوزيعه بمنتهى السرية على المساكين ويوظفوه بتعاسة سياسياً ليشتروا ولائهم ويجيروه لحسابهم قد توقف هو الآخر ، فرمضان على الأبواب ولا تفصلنا عنه سوى بضعة أيام ولم يصل ولن يصل ، حيث يبدوا أنه قد ذهب الى المناطق المنكوبة بالزلزال الأخير في تركيا وسوريا ، وكأنه مكتوب علينا ليس أن نتحمل تبعات كل ما يجري في بلادنا من مصائب فحسب ، بل علينا أيضاً دفع ثمن كل مصيبة تحصل في العالم من صراعات وحروب وكوارث طبيعية وشر البلية ما يضحك .
لكن رمضان سيظل في نظرنا شهر الله الكريم ولن ينالوا من صمودنا ومن احتفائنا بعظمة هذا الشهر وتعظيمه والتمتع بروحانيته رغم الأنين والعناء ، مهما ظلموها علينا بقطع الكهرباء كالعادة ، وحتى لو غابت فوانيسه فسيظل نوره يشع في قلوبنا صغار وكبار ولن تخفت فرحتنا بقدومه بل وسنستقبله وكما كنا ونحن صغار بأهازيجنا : رمضان جاء يا حيا به .. جاب العشاء في جرابه !!
وبالفعل سيأتي رمضان ببركته وكرمه كما يفعل كل سنة كيف لا وهو رمضان الكريم شهر الله الكريم ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
المزيد..

أمّة إقرأ.. لا تقرأ

الأحقاف نيوز / مقالات كتب : هشام علي السقاف راقني وازعجني في الوقت نفسه ما سطره الدكتور مسعود…
المزيد..

ثلاثة تصريحات واعتِرافان ومُناورتان بحريّتان بمُشاركة أمريكيّة إسرائيليّة خليجيّة ترسم ملامح التوتّر واحتِمالات التّصعيد العسكري في الشّرق الأوسط

الأحقاف نيوز / متابعات بقلم/ عبد الباري عطوان ثلاث مُناورات عسكريّة تزدحم بها مِياه شرق المتوسّط والبحر الأحمر،…
المزيد..

الحب في زمن الحرب *

الأحقاف نيوز / خاص كتب / عدنان باوزير تأخذنا الحرب بعيداً فينكمش الحب في قلوب الناس مفسحاً المجال…