إسرائيل تهدد السعودية وتستعرض نفوذها في المنطقة العربية

الأحقاف نيوز / متابعات

يجاهر الكيان الإسرائيلي بنواياه المبيَّتة للعرب في منطقة الشرق الأوسط، وخططه الموجهة لاستهداف الأمة العربية والإسلامية، غير عابئ بمشاعرهم، أو ربما لأنه مطمئن إلى أنهم قد أكلوا الطُّعمَ وأصبحت أنظمتهم أدوات تعمل لمصلحته ووفق رغباته وغاياته الشريرة، بدليل أن بعضاً من الأنظمة العربية تهافتت على تطبيع علاقاتها معه، وتسعى بكل جهدها لإقناع الآخرين والدفع بهم باتجاه اتخاذ الخطوة نفسها، كما تفعل الإمارات التي تستخدم نفوذها في المنطقة لإقناع أنظمة وحكومات عربية بالسير في طريقها كأبرز أدوات الكيان الإسرائيلي المعززة لنفوذه وتمدده في الشرق الأوسط.

ورغم أن الأنظمة العربية التي أعلنت تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي المحتل، تستخدم كل الشعارات والعناوين التضليلية لتبرير توافقها وانسجامها وتواطئها مع العدو الأول للعرب والمسلمين، وتخون قضيتهم المركزية الأولى، وهي قضية فلسطين المحتلة؛ إلا أن الكيان الغاصب لا يتردد أبداً في إعلان نواياه وعدائه الواضح للعرب والمسلمين، ولا يتحرج في التعريض بدول عربية لا تزال تسعى لاستكمال تطبيع علاقاتها معه، كما لو كانت مجبرة على تقبل ذلك والتنازل عن كرامتها، بل وإبداء استعدادها للتعاون معه حتى وهي تعلم علم اليقين أن في ذلك أذيتها والحط من مكانتها وكرامتها.

الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، لم يتردد في كشف مخططات كيانه الغاصب ونواياه نحو المنطقة العربية والإسلامية، وعلى خلفية الاتفاق الإيراني السعودي، هدد بأن “إسرائيل لن تسمح لأي دولة عربية بامتلاك سلاح نووي”، وأن مسألة المنع التي يتكفل بها كيانه المحتل لن تقتصر على إيران، معرِّضاً في الوقت نفسه بالسعودية، بقوله: “ولا حتى السعودية ولن يقتصر الموضوع على إيران فقط”، رغم أن السعودية تبدي حرصها الدائم على نقل علاقاتها مع الكيان من السِّرِ إلى العلن، ولم يتبقَ سوى ضمانات الحماية التي تطلبها من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن وجهة نظر مراقبين فإن الكيان الإسرائيلي شعر بالقلق والخوف الشديد من الاتفاق الذي أعلنته طهران والرياض وعادت بموجبه علاقاتهما الدبلوماسية، كون إيران تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل، وهو تهديد ضمني للسعودية في حال انضمام السعودية لإيران في مسار عدائها لإسرائيل، إذا ما تم تفعيل الاتفاق المُعلن وهو ما سيجعل تل أبيب في خطر داهم ومهدد لوجودها.

واستعرض الصحافي الإسرائيلي مدى نفوذ الكيان في الشرق الأوسط، وأين أوصلته الأنظمة العربية المطبعة، بقوله في تدوينة على تويتر: “نحن أسياد الشرق الأوسط”، وما كان له أن يستعرض كل هذا الغرور لولا النفوذ الذي منحته إياه الأنظمة العربية المطبعة والتي على وشك التطبيع، وبلهجة تحدٍّ واضحة خاطب كوهين المقللين من شأن الكيان وطالبهم بالعودة إلى التاريخ لتذكيرهم بأنه منع دولاً عربية من امتلاك أي سلاح نووي، بقوله إن إسرائيل أفشلت في السابق مساعي العراق وسوريا ومصر وليبيا لامتلاك السلاح النووي، الأمر الذي يؤكد أن إسرائيل ستظل حجر عثرة أمام أي نهوض عربي إسلامي، سواء في الجانب العسكري أو الاقتصادي، أو أي مجال قد يهدد وجود الكيان في قلب منطقة الشرق الأوسط، وما علاقات التطبيع التي تمكن من تحقيقها سوى سلاح يقتل به أي نهوض عربي من داخل المنطقة نفسها وبأيدي أبنائها.

وكانت صنعاء هي أول من استفزها حديث الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، حيث علّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، على تغريدة كوهين بقوله إن ذلك الحديث يعبر بكل شفافية عن حقيقة مشروع الكيان في المنطقة العربية والإسلامية، وإن الإسرائيليين يقولون ذلك لكل عربي ومسلم، في حال تمكن الكيان من هزيمة الدول المناوئة له، وهي دول محور المقاومة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
المزيد..

الحب في زمن الحرب *

الأحقاف نيوز / خاص كتب / عدنان باوزير تأخذنا الحرب بعيداً فينكمش الحب في قلوب الناس مفسحاً المجال…