مبخوط والسمك !

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / أحمد فرقز

احتفظ بأوجه شبهٍ واختلاف مع المحافظ ( مبخوط ) وان كان يتقدم مني في انه ( قبيلي ) ، ولكنني اعقل منه بالتأكيد يوم ان اشتريتُ السمك غاليا ولم اكن لاتجاوز مقدراتي في العنترة فأُصدر قرارا لم يحترمه حتى الحريم الشحاتات اللاتي يتواجدن في سوق السمك ..

مبخوط ولد في السنة التي ولدت ، ولم يتجاوز شهادة الثانوية مثلي ، ولديه قَصة الشنب التي اقصها ، ويلبس الغامق ، ويكره الشفافية ، ويحمل عضوية المؤتمر الشعبي مثلما حملت ذات يوم .. وأغرق الشيبُ مفرقَه مثلما إشيَبَّ شعري ، الا انه محافظ بحكم وجاهة القبيلة وعنترياته على تجار السمك الاشاوس.

قال لي السمّاكون وخبراء السوق بان ( مبخوطا ) لو كان جادا في قراره بخصوص حظر تصدير السمك الذي اصدره صبيحة يوم الاثنين الماضي لما استطاع تجار السمك الصمود يوما واحدا في مواجهته ولانهارت اسعار السمك في اليومين التاليين لاصدار المحافظ لقراره ( غير المحترم ) .. ولكنه الاستعراض بربخة الزمام عن اتيان مصلحة الجماهير ( العريضة ) والسقوط تحت اقدام المحتلين العرب وعدم المقدرة على مواجهة عضلات الصيادين الذي هزموا قراره بالضربة القاضية وجعلوه ( مضحكة ) بين العرب.

اليوم اتجهت نحو سوق السمك وفي جيبي ١٠٠٠ ريال يمني ملعون والدين ، وكان في نيتي ان اشتري بـه كيلو سمك ( ثمد ) من النوع الغالي بعد ان حنّت فاقتي الى السمك وجاعت اوصالي عن تأديم السمك في مائدتي التي اصبحت محدودة التنوع ؛ شحيحة الإشباع ، وقليلة المصادر .. الا انني فوجئت بأن الاسعار زادت طغوا على مساكين البلاد ، وأن القرار لم يتجاوز قيمة الحبر الذي طُبع به وانه زاد من حدة التصدير عن غمر الاسواق الحضرمية بالانواع التي حظرها .. بل وزاد هذا من حدة تحدي المحافظ والتلويح بمقاومة عنترياته باقسى واعتى مقاومة .. وليذهب ومنصبه وقراراته وكل الهيلمان الذي يتمتع به ؛ الى الجحيم.

فماذا المحافظ فاعل امام ما يفعلون بنا ؛ اذا كان المحافظ يقصدنا نحن المساكين بقراره .. ام اننا مقهورون به وموجوعون دوما باستعراضات المسئولين لقوتهم الرابخة عن ضمان كرامة القوت فيما استطاعوا ان يجعلوه ناشفا لا يقيم لنا أودا ولا يشبع فينا فاقة.

عاش المحافظ شجاعا بأحبار قراراته الكسيحة ، وعشتُ انا مسكينا بنصف لقمة وربع قبيلة وقليلا من حب لهذا الوطن اللعين.

وعاشت حضرموت وطنا لضباع القوت المسروق من افواه اولادها وارضا لخير لا يذوقه اهلها ..

..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com