ما يسمى بقوات (درع الوطن) .. عصيدة سعودية أخرى غير ممتنة تعكس مدى تخبطها في اليمن

الأحقاف نيوز / خاص
كتب / عدنان باوزير
قوات ما يسمى بدرع الوطن ما هي سوى عصدة جديدة من عصدات السعودية في المحافظات اليمنية المحتلة والمنكوبة بعصيدها الرخو وغير المتين ، السعودية بارعة جداً في هذا النوع من العصيد ، وما أن تشرع في عصدة ما حتى تنتقل لعصدة أخرى جديدة وهكذا ، ولم تتم حتى عصيدة واحدة الى آخرها ، بل تترك عصيدها (المبرقط) في كل مكان لتعتصد حياة سكان هذه المناطق وكياناتها المرتزقة وتغرق في هذا العصيد المتحرك الذي يبتلعها ومن نجا منها غرق في عصيد آخر ، وفي هذا مفارقة فحياة اليمنيين أصلاً كلها عصيد في عصيد وأكلتهم الشعبية المفضلة هي العصيد . وهذا ان دل على شيء فأنه يدل على حجم التخبط الذي تعيشه السعودية في اليمن وحجم ورطتها وأنها لا تعرف ماذا تريد ، والفضل في هذا الإرباك المستمر يعود حصرياً لصمود وأداء أنصار الله في الشمال ، فبعض عصيدها خبيث وعلى الأقل قابل للتفسير والتحليل لكن أكثره هو عصيد غبي وليس له أي تفسير سوى أنه عصيد لمجرد العصيد ، ويدرك الراعي الدولي ما يفعله المحتل السعودي المعصاد لكنه يراقب وينتظر لأن بعض هذا العصيد العبثي يخدمه بالمجمل !!
والآن السؤال هو كم مرة وردت كلمة عصيد ومشتقاتها في الفقرة السابقة ؟؟

آخر هذا العبث السعودي في اليمن هو بدعة ما يسمى بقوات درع الوطن ، وهي تشبه كثيراً على الأقل في التسمية وربما في الوجود الديكوري – حتى الآن- قوات درع الجزيرة التي أنشأتها أيضاً السعودية مع شقيقاتها الخليجيات بعد غزو العراق للكويت سنة 1990 ، وظلت هكذا صورية وتشكيلة عسكرية ورقية لم توكل اليها مهام كما أنها تحتاج في وجودها هي الأخرى الى حماية أمريكية ودولية والآن صهيونية مباشرة .

عندما شرعت في كتابة المقال أجريت بعض الأبحاث السريعة لأعرف أولاً ما هو كنه هذه القوات وما هي مهمها وكم قوامها ونوع تسلحها وما هي عقيدتها القتالية ..الخ فلم أجد أي معلومة مفيدة والكل فقط يحلل ، كلها معلومات متناقضة وغير مقنعة ولا أحد يعرف عنها شيء حتى رئيس أركان المرتزقة نفسه (صغير) الصغير ، وأجزم بأن حتى صاحب قرار انشائها المعلن (رئيس مجلس قيادة مرتزقة العدوان رشاد العليمي) لا يعلم هو الآخر التساؤلات أعلاه ، وانما أوعز اليها بأن يصدر هذا القرار فأصدره ، هكذا هو الأمر لا أكثر ولا أقل .

القرار بإنشاء هذه القوة الجديدة صدر من (العليمي) قبل أيام في أواخر يناير ، ينص فقط على أنشاء هذه القوة وعلى تبعيتها المباشرة له شخصياً وحصرياً ، قاطعاً الطريق على نوابه في المجلس وعلى حتى وزارة الدفاع .
وجدت تصريح لرئيس أركانه (صغير) عبارة عن كلام انشائي للاستهلاك فقط ، وكمان غير رسمي وانما مجرد تغريدة على صفحته بتويتر : بأنها قوة احتياط للجيش (الوطني) من أجل القضاء عن (الحوثيين) ونفوذ إيران وبقية الأسطوانة المشروخة الغبية .
ذهبت الى الصفحة الرسمية لهذا الكيان الهجين القادم لينظم الى ميدان قوات وتشكيلات ومليشيات العدوان المحلية المكتظ بهكذا أسماء رنانة وفاشلة وفاسدة وعاجزة ومتناقضة حد التناحر فيما بينها ، فجدتها صفحة بائسة لا تغني ولا تسمن من جوع لا تتجاوز منشوراتها ال 20 منشور ، يعود أقدمها لشهر يوليو من السنة المنصرمة ، في حين لم تؤسس هذه القوات الا قبل أيام أواخر شهر يناير 2023 وفي هذا مفارقة أخرى ، أغلب محتواها دعائي وانشائي ولم تجب عن أي سؤال من الأسئلة أعلاه ، مع أنها تقريباً في كل منشور تؤكد أنه لا يجب استقاء أي معلومة عن قوات درع الوطن الا من صفحتها الرسمية هذه !!
وقد لفتني فيها منشور تنفي فيه هذه القوات قيامها بأي أعمال تقطع في الصبيحة – بداية مبشرة للغاية – وتبرر ذلك بأن أحد المتقطعين قد سطى على صهريج تابع لهذه القوات وهذا ما سبب اللبس !!
يعني هذه القوات القادمة (بقوووة) للساحة لفرض الأمن والسلام هي بنفسها تتعرض للتقطع !!

وختاماً ماذا يقول محللو وأبواق العدوان عن هذه القوات ؟؟
كلها معلومات متناقضة جداً ، فقائل يقول أن هذه القوات تقوم على المؤسسية عكس الجيش (الوطني) المتعدد الولاءات ! أي مؤسسية هذه وهي تتبع شخص واحد حصرياً ولا تتبع حتى وزارة الدفاع ؟؟
وآخر يقول : أن انشاء هذه القوة الغرض منها إعادة الهيكلة ! يعني في البدء وقبل حتى العدوان كانت الهيكلة وتشتيت قوة الجيش ، ثم أخذت الإمارات تنشئ قوات ومليشيات تابعة لها بلا حساب ، ومثلها وأكثر تفعل السعودية والآن عادت مرة أخرى نغمة الهيكلة النشاز !
والأطرف على الاطلاق ان بعضهم يروج لها كقوة عابرة للانتماءات الجغرافية ، وهذا كلام جميل ، فتذهب وتقرأ عن قوامها البشري فتجدهم كما هو منشور ينتمون للمناطق الجنوبية وتحديداً من السلفيين !! يعني ليس انتماء جغرافي فحسب بل انتماء عنصري مركب ، جغرافي ومذهبي أيضاً وهذا أدهى وأخطر .
وآخرون يرون فيها توجيه ضربة قاصمة للإنتقالي ومليشياته ، وذلك كونها قوة جنوبية معادلة !!
كيف هذا ؟؟ يعني من أجل احتواء الانتقالي (عسكرياً) والتي الآن فقط اكتشفت السعودية انه نشأ وكبر وتسلح وتغوّل عسكرياً في غفلة منها وبدعم من شريكتها اللدودة الإمارات ، وأنها لم تكن تعرف ذلك طوال 8 سنوات كاملة من عدوانها على اليمن واحتلال محافظاته الجنوبية والشرقية ، ومن أجل معالجة هذه الغلطة ترتكب غلطة أخرى ربما أخطر وأعقد .
ويقال بأنها ستكون قوات حماية رئاسية خاصة ، وهذا ايضاً لا يستقيم كون كل قوامها من محافظات جنوبية ومن عناصر سلفية !
تنظر الى خطتها المستقبلية فترى أنها ستنتشر في المناطق العسكرية من 1- 5 ، والكل يعلم أن منطقتين منهما يقعان في مناطق (شمالية) ، الثالثة في مارب والخامسة في الحديدة وحجة !! وهذا أيضاً غير منطقي بحكم قوامها الجغرافي الجنوبي فقط .
وأخيراً والعصيد يطول ويطول ، يعد وقريباً جداً انتشار هذه القوة الجديدة في المنطقة العسكرية الأولى في سيئون – حضرموت ، لإحلالها بدلاً عن قوات المنطقة العسكرية الأولى المتواجدة أصلاً في هذا الحيز الجغرافي !!
والكل مستنفر ومستفز من هذه القوة ما عدى (أنصار الله) المعنيون المفترضون رقم واحد منها الا أنها يراقبون وبإرتياح ما يجري ، الإصلاح يرى فيها بديلاً عن قواته ويتوعد بعدم تسليمها آخر معاقله في سيئون ، والانتقالي يراها تستهدفه هو بالأساس ويتوعد وهكذا ، أما المواطن في المحافظات المحتلة فيراها قرف إضافي لتنكيد حياته المنكدة اصلاً والمعصودة آخر عصيد ، وكما بدأنا بالعصيد ننهي بالعصيد .
بقي فقط أن نشير الى أن قائد هذه القوة المعين اسمه (المضربي) وكما تعرفون بأن لكل شيء من اسمه نصيب وليس استثناء من هذه القاعدة هذه القوة الجديدة العميلة والمضربة …

Total
1
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com