الأحقاف نيوز / خاص
كتب محرِّرُ الموقع :
قد غدا الحلمُ مؤجَّلاً ، وميعادُ النور ينسحبُ إلى عُمُرٍ آخر ، بينما مشاريعُ العمالة تترى عند انعطافات الزمن المخذول بأبنائه ، وزعامات ومرجعيَّات وشيوخ الهزيمة يمثلون في منصَّات الذُّل في كل صابحةٍ مغشَّاةٍ بعهدٍ مبرَمٍ من كرامةٍ مسلوبةٍ عن النواحي المستعمَرة ..
لا تزيد السنينَ إن توالى قدومُها .. فكل الجديد مقتول على باب قدومِه الذليل ، وكل بشارات الأمل مذبوحةٍ قبل أن تتخلَّق ، وكلُّ العَدَم يستبيح المشاهد ؛ ويترى على النفوس إنكساراً .. والأعوام أرقامٌ بليدة على مسار الهزيمة واحتضار الوطن ..
المشاريعُ إذ تنوَّعت على بساط الكرامة الوطنية تحمل في طيَّاتِها غير المستترة قيمة الخنوع والذل في سحنات السائرين على ركبِها ، ولو تنوعَّت أهوائهم بين فاسد يرهن الوطن ويقدمه سائغاً على طبق من رذالته إلى الأعداء مشيَّعاً بشماتة النواحي وهي تبكي سقوطَ أبنائها في الوحل ، وبين أنصاف الرجال يذهبون ويأتون بمنأى عن جروح الوطن التي تنزُّ على جبنِهم وانكسارهم صديداً من القهر..
هذا مشهد الوطن لدى قدوم العام الجديد ؛ تتنوَّع مأساويته في تراجيدية بكائية لإنهيار دامٍ لكيان مغرق في التاريخ ، محمَّلٍ بحضارة تنوء بعمقها الإنسانيةُ .. بينما يخلو الطالعُ عن إمكانيات تراجع المخاطر إلى فرصٍ وقدرات تعيد لهذه البلد المتدهور ألقه الذي أطفيء عنوةً من الأشقاء المتحالفون الأغنياء ..
كم تحمِّلنا أيّامُنا صنوفَ القهر والشماتة مما يحدث لبلادنا من مؤامرات التي يتفنن في اللعب على أوتارها ( التحالف العربي ) ؛ عندما جعل من الأماكن التي طالما كانت عصية عن الإخضاع مسرحاً لمؤامراته التي تحمل قدراً من الدناءة والخسة ووضاعة الأصل بما عمَّق الشروخ على جدران الإنتماء إلى الأمة المهزومة بهم مذ أن تسيَّدوا نِعَمِها وثرواتها ..
كلُّ عام والوطن يمجُد مرةً الأخرى ويشرق على قاتليه بنار من لمعانه المعتاد.