حواري أمير المؤمنين والسر اليماني ..

حواري أمير المؤمنين والسر اليماني
(أويس القرني)

بقلم/حسن الكاف

أويس بن عامر القرني اليماني
بمداد يسير سطر المؤرخون سيرته ..

أما حقيقته فلا تتسع لها أوراق المؤرخين وينفد دون تدوينها حبر أقلامهم..

اشتاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرؤيته..
فما سر هذا الاشتياق..

لقد كان فؤاد أويس يتحرق شوقا لرؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
وأي فؤاد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكتوي بنار الشوق! ..
فكيف به إذ عرفه من علي ..
ألم يكن إسلام أهل اليمن على يدي الوصي .. وباب مدينة النبي ..
وفي الإيمان اليماني سر ..

ليس يكوي فؤاد أويس شيء سوى نار الشوق التي تأججها المحبة الخالصة ..
وكانت تلك النار بردا وسلاما في صدر أويس ..

فما هو سر ذلك السلام ..

استوعى أويس سر الخطاب الإلهي في (وَقَضَى رَبُّكَ) فقد عرف سر الأذن الواعية ..
وكان عمله (إِحْسَاناً)..
كان راضيا لا تعرف عينه دموع الحسرات..
إلا حسرة على فوات ذلك اللقاء والاكتحال برؤية المصطفى ..
لا لنيل مرتبة .. فنال
ولا لذكر بصحبة .. فذكر
بماذا يا أويس تنال المراتب..
وكيف كنت بمنزلة الصاحب ..
ولم تر .. ولم تصاحب ..

اكشف لنا من أسرارك يا أويس
فقليل ما كتب فيك يعجز عن الافصاح عنك ..

عظيمة أسرارك يا أويس ..

فلم يذكر لك التاريخ مشاركة في حرب الفتوحات ..
ولا مبايعة لغير علي ..
ولا حرب إلا في صف علي ..

انتظر الإمام علي عليه السلام وصولك في صفين..
فما سر هذا الانتظار ..
لرجل نحيل الجسم ..
أشعت الرأس ..
مغبر الوجه ..
أخمص البطن ..
ذو طمرين .. يتقلد سيفين ..
ضاعفت أشعة الشمس سمرة لونه ..
شفاعته في مثل ربيعة ومضر ..
ما سر هذا العدد الكبير..
وهل ينال هذه الشفاعة الخاصة إلا من يحمل الصفات والمزايا الأويسية أو يتشمم لها ..
سبقت له البشرى بالشهادة ..
كما سبقت لعمار ..
فما سر البشارة ..
التي تجلت فكان صريعا إلى جانب عمار ..
إلى جانب عشرات البدريين .. ومئات من أهل بيعة الرضوان .. و مئات من سائر الصحابة المرضيين ..
وفي الجانب الآخر القليل ممن رأى وصاحب والكثير ممن تابع ..

وكان أويس سيد التابعين وعلامة فارقة في حسن المتابعة ..
وكانوا صَفين ..
فكانت صِفين ..

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com